يعد الانزلاق الغضروفي القطني أحد الحالات الشائعة التي تسبب أعراضًا تؤثر على جودة حياة المريض ووظائفه اليومية، وتتعدد طرق علاج الانزلاق الغضروفي القطني ما بين الأدوية أو الجراحة أو تغيير نمط الحياة.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم طرق علاج الانزلاق الغضروفي القطني، وأكثرها فعالية.
التردد الحراري لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني
يعد التردد الحراري هو إجراء يتم فيه تطبيق تيار كهربائي بتردد موجات الراديو على الأنسجة المصابة باستخدام قطب كهربائي على شكل إبرة تحت التخدير الموضعي، يؤدي ذلك إلى تكوين درجة حرارة عالية نسبيا (80 – 85 درجة مئوية) على طرف القطب الكهربائي المجرد، مما يؤدي إلى تدمير العصب المستهدف، يساعد ذلك على منع انتقال الألم من المفصل المصاب إلى الدماغ، ولا تؤدي هذه التقنية إلى تحسين حالة المفصل نفسه، لذا يُنصح بتكميلها بالعلاج الطبيعي.
يتم التردد الحراري لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني عادة في العيادات الخارجية تحت مراقبة دقيقة وآمنة وموجهة للأشعة السينية، وكذلك تحت تحت التخدير الموضعي، ويستغرق الإجراء مدة تصل إلى 30 دقيقة تقريبًا.
كما تدخل تقنية التردد الحراري في علاج آلام الركبة والعديد من الآلام الأخرى، إذ تعد وسيلة فعالة للغاية وآمنة بشكل تام.
الجراحة لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني
يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية إذا كانت خيارات العلاج الأخرى، مثل العلاج الطبيعي والأدوية، لا تقلل أو تقضي على الألم تمامًا، يناقش الأطباء الخيارات الجراحية مع المرضى لتحديد الإجراء المناسب، وكما هو الحال مع أي عملية جراحية، يتم أخذ عمر المريض وصحته العامة والمشكلات الأخرى في الاعتبار.
يجدر الذكر أنه يجب الموازنة بين فوائد الجراحة بعناية ومخاطرها، لكن بشكل عام نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من الانزلاق الغضروفي يؤكدون أن الجراحة ساعدتهم على تخفيف الألم بشكل ملحوظ.
يمكن اعتبار المريض مرشحًا لإجراء جراحة العمود الفقري في الحالات التالية:
- إذا كان الألم يعيق من النشاط الطبيعي للمريض أو يؤثر جودة حياته.
- إذا تطور العجز العصبي التدريجي، مثل ضعف الساق أو التنميل.
- إذا حدث فقدان لوظائف الأمعاء والمثانة الطبيعية.
- إذا كان امريض يعاني من صعوبة في الوقوف أو المشي.
- إذا كانت الأدوية والعلاج الطبيعي غير فعالة.
- إذا كان المريض بصحة جيدة إلى حد معقول.
اقرأ أيضا عن: سعر عملية الانزلاق الغضروفي في مصر
في جميع الحالات تقريبًا، يمكن للجراحين إزالة الجزء البارز من الغضروف فقط، وفي حالات نادرة، يجب إزالة الغضروف بأكمله، وقد تحتاج الفقرات في هذه الحالة إلى دمجها باستخدام طعم عظمي، تتم بعملية دمج العظام التي تستغرق أشهرًا وضع أجهزة معدنية في العمود الفقري لتوفير استقرار العمود الفقري.
العلاج الطبيعي لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني
يصنف العلاج الطبيعي بأنه من ضمن طرق علاج الانزلاق الغضروفي ، حيث يمكن أن يساعد بشكل كبير على تخفيف الألم المصاحب للانزلاق الغضروفي القطني، حيث يساعد المعالجون الفيزيائيون المريض على معرفة الأوضاع والتمارين المصممة لتقليل ألم الانزلاق الغضروفي.
الأدوية لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني
يمكن أن تساعد العديد من الأدوية على علاج الانزلاق الغضروفي القطني، وتشمل أهم تلك الأدوية ما يلي:
- الأدوية المسكنة للألم التي لا تستلزم وصفة طبية: إذا كان الألم خفيفًا إلى متوسطًا، فقد يوصي الطبيب المريض بتناول أدوية تسكين الألم بدون وصفة طبية، وتشمل أهم الخيارات الأسيتامينوفين، أو الإيبوبروفين أو نابروكسين الصوديوم.
- الأدوية الباسطة للعضلات: قد توصف هذه الأدوية إذا كان المريض يعاني من تشنجات في العضلات، لكن يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية، مثل الخدر والدوخة.
- أدوية علاج التهاب الأعصاب: تؤثر هذه الأدوية على الإشارات العصبية مما يساعد على تقليل الألم، وتشمل أهم تلك الأدوية جابابنتين، أو بريجابالين، أو دولوكستين، أو فينلافاكسين.
- المسكنات الأفيونية: لكن بسبب الآثار الجانبية للمواد الأفيونية واحتمالية الإدمان، يتردد العديد من المتخصصين في الرعاية الصحية في وصفها لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني، لكن إذا لم تنجح الأدوية الأخرى في تخفيف الألم، فقد يفكر أخصائي الرعاية الصحية في استخدام المواد الأفيونية، ويمكن استخدام الكودايين أو مجموعة أوكسيكودون-أسيتامينوفين على المدى القصير، لكنه تشمل آثار جانبية محتملة لهذه الأدوية التخدير والغثيان والارتباك والإمساك.
- حقن الكورتيزون: إذا لم يتحسن الألم لديك باستخدام الأدوية عن طريق الفم، فقد يوصي أخصائي الرعاية الصحية بحقن الكورتيكوستيرويد، يمكن حقن هذا الدواء في المنطقة المحيطة بالأعصاب الشوكية، ويمكن أن يساعد تصوير العمود الفقري على توجيه الإبرة خلال هذا الإجراء.ط
اعرف ايضا علاج آلام العمود الفقري باشكاله المختلفة
مضاعفات الانزلاق الغضروفي القطني
عادة لا تظهر أعراض على العديد من حالات الانزلاق الغضروفي، ويتعافى حوالي 90٪ من الأشخاص الذين يعانون من الأعراض في غضون ستة إلى 12 أسبوعًا دون الحاجة إلى جراحة أو علاج، ومع ذلك، يمكن أن تسبب الحالات الشديدة والمستمرة ضررًا كبيرًا ودائمًا لبنية العمود الفقري.
فيمكن مع مرور الوقت أن يسبب الانزلاق الغضروفي تضيق في العمود الفقري أو تضييق المساحة المحيطة بالعمود الفقري أو المساحات التي تشكلها الفقرات أو الثقب، يؤدي ذلك إلى الضغط على الأعصاب والعمود الفقري، مما يسبب ضررًا دائمًا، ومن المحتمل أن يؤدي إلى الحالات التالية:
- آلام الظهر أو الرقبة المزمنة.
- فقدان حركة الأطراف وضعفها.
- التشنجات.
- الخدر والتنميل.
- فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
- الإحساس بالوخز.
يمكن أيضًا أن يؤثر الألم المزمن الناتج عن الانزلاق الغضروفي على الصحة العقلية للفرد، ففي إحدى الدراسات، ما يقرب من نصف المرضى الذين يعانون من آلام الظهر أو الرقبة المزمنة بسبب الانزلاق الغضروفي يعانون من اضطرابات المزاج، بما في ذلك اضطراب الاكتئاب الشديد واضطراب القلق العام.