يعد الكتف المتجمد من الحالات الشائعة التي تحتاج إلى التشخيص المناسب، لتتمكن من الحصول على العلاج السليم الذي يضمن الشفاء والتخلص من الأعراض، إذ نتناول في هذا المقال الحديث عن طرق تشخيص الكتف المتجمد، وأبرز الأسباب والأعراض وطرق العلاج.
ما هو الكتف المتجمد؟
يُعرف الكتف المتجمد أيضًا بالكبسولة اللاصقة، هو حالة مؤلمة تسبب محدودية وضعف في حركة الكتف، ويحدث الكتف المتجمد عندما تصبح الأنسجة القوية المحيطة بمفصل الكتف المسماة بكبسولة مفصل الكتف سميكة وخشنة وملتهبة، حيث تحتوي كبسولة المفصل على الأربطة التي تربط أعلى عظم الذراع العلوي بمقبس الكتف، مما يسبب تثبيت المفصل بشكل قوي، وهي أهم عرض يتم من خلاله تشخيص الكتف المتجمد.
تسمى هذه حالة “الكتف المتجمد” لأن كلما زاد الألم، كلما قلت القدرة على استخدام الكتف، ويؤدي عدم الاستخدام إلى سماكة كبسولة الكتف، مما يجعل حركة الكتف أكثر صعوبةً، ويظل “متجمدًا” في مكانه.
إذ يحدث الكتف المتجمد بشكل شائع عند النساء، خاصةً بين سن 40 و60 عامًا، كذلك يعد الالتهاب من أكثر العوامل المسببة للكتف المتجمد، مثل التهاب أوتار الكفة المدورة أو التهاب الجراب.
وهناك بعض من الحالات الطبية قد تزيد من المخاطر، مثل مرض السكري، حيث يصاب حوالي 10% إلى 20% من مرضى السكري بالكتف المتجمد، وتشمل المشكلات الطبية الأخرى المرتبطة بالكتف المتجمد أمراض القلب، وأمراض الغدة الدرقية، ومرض الشلل الرعاش.
أعراض الكتف المتجمد
تتمثل الأعراض الرئيسية للكتف المتجمد في الألم والتصلب الذي يجعل الحركة صعبة أو مستحيلة، وقد يشعر المريض أيضًا بالألم في عضلات الكتف التي تلتف حول أعلى الذراعين، ويمكن أن يزداد الألم ليلاً، مما يجعل من الصعب النوم.
كما تلعب الأعراض دورًا هامًا في تشخيص الكتف المتجمد، وتعتمد أعراض الكتف المتجمد على المرحلة، حيث تنقسم حالة الكتف المتجمد إلى ثلاث مراحل، تشمل ما يلي:
- المرحلة الأولى: حيث يشعر المريض بألم في الكتف عند أي حركة، ويزداد الألم تدريجياً مع مرور الوقت وقد يكون الألم أكثر حدةً ليلاً، وتتقلص حركة الكتف، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لمدة 6-9 أشهر.
- المرحلة الثانية: قد يخف الألم، ولكن التصلب يزداد سوءًا، ويصبح تحريك الكتف أكثر صعوبةً، ويصعب القيام ببعض الأنشطة اليومية، كما يمكن أن تستمر هذه المرحلة لمدة 4-12 شهرًا.
- المرحلة الثالثة: يبدأ نطاق الحركة في العودة إلى الوضع الطبيعي، ويمكن أن يستغرق هذا من 5 أشهر إلى عامين.
تشخيص الكتف المتجمد
يُشخِّص الطبيب الكتف المتجمد من خلال الخطوات التالية:
- مناقشة الأعراض واستعراض التاريخ الطبي: حيث سيتحدث الطبيب مع المريض حول أعراضك ويستعرض التاريخ الطبي.
- إجراء فحص جسدي للأذرع والكتفين: سيحرك الطبيب الكتف في جميع الاتجاهات لفحص نطاق الحركة ومدى وجود ألم أثناء الحركة. يُطلق على هذا النوع من الفحص، الذي يقوم فيه الطبيب بتحريك ذراع المريض اسم “نطاق الحركة السلبي”، سيراقب الطبيب أيضًا حركتك لفحص “نطاق الحركة النشط”، ثم يتم مقارنة الحركتين، حيث يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الكتف المتجمد نطاق محدود للحركة النشطة والسلبية، وتعد تلك الطريقة من أهم طرق تشخيص الكتف المتجمد.
- الأشعة السينية للكتف: يتم عادةً إجراء فحص الأشعة السينية للكتف للتحقق من أن الأعراض ليست بسبب مشكلة أخرى في الكتف، مثل التهاب المفاصل.
علاج الكتف المتجمد
بعد تشخيص الكتف المتجمد غالبًا ما يتضمن العلاج تخفيف الألم حتى تمر المرحلة الأولية، وإذا استمرت المشكلة، قد يكون هناك حاجة إلى العلاج الطبيعي والجراحة لاستعادة الحركة إذا لم تعود بشكل طبيعي.
تشمل بعض العلاجات ما يلي:
- الكمادات الدافئة والباردة: حيث تساعد في تقليل الألم والانتفاخ.
- الأدوية التي تقلل الألم والانتفاخ: تشمل مثل هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، والباراسيتامول، وقد يصف الطبيب أدوية أخرى مسكنة ومضادة للالتهاب، ويمكن السيطرة على الألم والانتفاخ الشديدين بحقن الستيرويدات مباشرة في مفصل الكتف.
- العلاج الطبيعي: مثل تمارين التمدد ونطاق الحركة التي يصفها أخصائي العلاج الطبيعي.
- تحفيز الأعصاب الكهربائي عبر الجلد: باستخدام جهاز صغير يعمل بالبطارية يقلل من الألم عن طريق حجب الإشارات العصبية.
إذا لم يخف الألم وصلب الكتف بعد تجربة هذه العلاجات البسيطة لمدة سنة تقريبًا، قد يتم تجربة إجراءات أخرى، مثل الجراحة.